السياسة التركية المعاصرة بعد ثلاثة أعوام من الانقلاب العسكري

لقد كانت السنوات الثلاث التي أعقبت الانقلاب العسكري الفاشل في 15/7/2016 في تركيا مزدحمةبالأحداث السياسية. ففي خضم القمع الذي قامت به السلطة الحاكمة، تمكن الرئيس رجب طيب أردوغانعن طريق استفتاء من تمرير إصلاح دستوري يعزز من صلاحياته. ثم جاءت الانتخابات العامة في ربيععام 2018 لترسخ تفوقه الانتخابي، إذ حقق انتصارا مزدوجا تشريعيا ورئاسيا. لكن، وبالتوازي مع ذلك،تمكنت المعارضة التركية من النهوض من جديد واستعادة ديناميتها الهجومية. فبينما وضع الحزبالكمالي، أي حزب الشعب الجمهوري، شخصيات جديدة في المقدمة بحيث تكون أكثر قدرة على جذبأصوات الناخبين الشعبيين، تمكن من الاعتماد على تحالف حزب قومي جديد وعلى الحيادية الخيرة لحزبمن الحركة السياسية الكردية. وقد أتاح له هذا التشكيل الجديد نجاحا غير متوقع في الانتخابات البلديةلعام 2019، إذ فاز بمدينتي أنقرة وإسطنبول. وبينما لا تلوح في الأفق وحتى عام 2022 أي انتخابات،يقوم الاستقطاب في المجال السياسي التركي على كتلتين لا زالتا هشتين، وهما أغلبية في طور الانقسام،حيث تخلى عن الرئيس أردوغان بعضُ حلفائه القديمين، ومعارضة لا زالت تجهد للتجمع وتقديمإستراتيجية متسقة.

أوريليان دونيزو

أوريليان دونيزو هو باحث في التاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه منالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية INALCO في لغة الأتراك وحضارتهم ومجتمعاتهم. تتناولأطروحته العقيدة الإستراتيجية للإسلام السياسي الحاكم في تركيا، وهي بلد يقيم فيها بانتظام. كماتتناول أبحاثه التوازنات الإستراتيجية في الشرق الأوسط ومنطقة القوقاز وتاريخ تركيا المعاصر والعلاقاتالتركية الإيرانية وإستراتيجية الوجود التركي في أفريقي

نقدم لكم هذه الجولة ضمن إطار العام الثقافي 2019 للمعهد الفرنسي في القدس.